ذات صباح، قرَّر ويليام آديس أن الطريقة التي يستخدمها لتنظيف أسنانه، لم تعد مريحة ولا مجدية. كان آديس تاجراً إنجليزياً،
وكانت الطريقة التي يستخدمها الناس في ذلك الوقت من القرن الثامن عشر لتنظيف أسنانهم،
هي حكها بواسطة قطعة من القماش بعد غمسها في الملح. فكر آديس في ابتكار أداة مخصصة لهذه المهمة،
تقوم بتنظيف الأسنان بسهولة وكفاءة أكثر من هذه الطريقة التقليدية.
وبعد أيام من التفكير والعمل، ظهرت الفكرة الجديدة إلى النور. كانت فرشاة صغيرة، مصنوعة من قطعة من العظم،
وقد ثبتت عليها مجموعات متلاصقة من الشعيرات القصيرة، التي أخذها آديس من ذيل حصانه.
بعد أن رأى الفائدة من استخدام فرشاته، قرَّر آديس أن يجرِّب الفائدة الأبعد التي يمكن أن يحصل عليها
إذا قام بإنتاجها وبيعها على نطاق واسع. وفي عام 1780م أسَّس شركته الخاصة لإنتاج وتسويق ابتكاره.
فلاقت الفرشاة نجاحاً كبيراً، وانتشر استخدامها في بريطانيا كلها، حتى أصبح عدم امتلاكها واستخدامها شيئاً غير مقبول اجتماعياً.
وخلال السنوات التالية، انتقلت فرشاة الأسنان إلى بلاد أخرى غير وطنها الأم. فانتشر استخدامها،
وكذلك إنتاجها، في فرنسا وألمانيا واليابان ثم الولايات المتحدة الأمريكية.
ظلت فرشاة الأسنان لسنوات عديدة على الصورة نفسها التي ابتكرها بها وليام آديس للمرة الأولى.
لكنها تطورت مع التقدم الصناعي الذي تسارعت عجلاته في القرن العشرين.
فقد حلَّ البلاستيك محل العظام في صناعتها. ثم ظهرت عام 1938م أول فرشاة أسنان تُصنَع شعيراتها من مادة النيلون.
تلك المادة التي أنتجت عام 1935م في معامل شركة دوبون، لتقدم للعالم لأول مرة مصطلح الألياف الصناعية.
قُدِّر عدد براءات الاختراع الخاصة بفرشاة الأسنان، والتي ظهرت على مستوى العالم في الفترة
ما بين العام 1963 إلى العام 1998م بنحو ثلاثة آلاف براءة اختراع. وحتى الآن ما زال مصنِّعوها
يتنافسون لإنتاج تصميمات مطورة تنال رضا مستهلكيها، وتحقِّق أكبر قدر ممكن من الأرباح في هذا السوق العملاق.
فمنذ أن صممها ويليام آديس في صورتها الأولى، احتلت فرشاة الأسنان مكانة مهمة في حياة البشر اليومية،
حتى وإن كنا بحكم اعتيادنا عليها لا نتوقف كثيراً أمامها. إلا أن استطلاعاً للرأي قامت به منظمة «ليملسون»
الأمريكية المعنية برعاية الابتكار، قد أكد اعتراف الملايين من مستخدميها بأهميتها. حيث احتلت فرشاة الأسنان
المركز الأول في قائمة الابتكارات التي لا يستطيع الإنسان الحياة من دونها، متقدمة على مجموعة أخرى
من الابتكارات التي نستخدمها في حياتنا اليومية كان من ضمنها السيارة، وفرن الميكروويف
، وحتى الكمبيوتر، والهاتف المحمول.
تعليقات: 0
إرسال تعليق