-->

نتمني المتعة لكل زوارنا

التعامل مع الموظف الثرثار

- الثرثار: • عادة ما يكون منعزلا. • يُصدر الكثير من الملاحظات. • يبدو كأنه يمثل مجموعة كبيرة وقوية من الموظفين، والحقيقة أنه منعزل ويمثل نفسه. • يبحث عن جمهور، وكلما زادت وحدته كلما زادت جرأته في كتابة المذكرات وإجراء المكالمات لطرح ملاحظاته. • وجود جمهور صغير قد يُهَدّئ هذا الشخص. • اندماجه بالأنشطة الاجتماعية قد يمتص غضبه. استراتيجيات التعامل معه: - شكر الشخص على ملاحظاته. وإرساله لجهة أخرى لعرض الملاحظات عليها. وتنبيه الجهة الأخرى لهذا الأمر، وشكرهم على تعاونهم. - حث الشخص على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية بشكل منظم ولو على فترات متباعدة.

ورقة شجر

سألت أختها : كم ورقة على الشجرة ؟ فأجابت الأخت الكبرى : لماذا تسألين يا عزيزتي ؟ أجابت الطفلة المريضة: لأني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع أخر ورقة هنا ردت الأخت وهي تبتسم: إذن سنستمتع بحياتنا ونفعل كل ما نريد مرت الأيام والأيام والطفلة المريضة تستمتع بحياتها مع أختها، تلهو وتلعب وتعيش أجمل طفولة . . تساقطت الأوراق تباعاً وبقيت ورقة واحدة وتلك المريضة تراقب من نافذتها هذه الورقة ظناً منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه الورقة ستنتهي حياتها بسبب مرضها ! انقضي الخريف وبعده الشتاء ومرت السنة ولم تسقط الورقة والفتاة سعيدة مع أختها وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد حتى شفيت تماماً من مرضها استطاعت أخيراً أن تمشي بشكل طبيعي ، فكان أول ما فعلته أنها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط عن الشجرة، فوجدتها ورقة شجيرة بلاستيكية مثبتة جيدا على الشجرة، فعادت إلى أختها مبتسمة بعدما ادركت ما فعلته اختها لأجلها .. من كانت لديه القدرة في إدخال السرور على قلب أخيه فليفعل .. كونوا معطائين وبثوا الأمل في القلوب .. .

ريش الطيور

ثار فلاح على صديقه ، وقذفه بكلمة جارحة ،وما إن عاد إلى منزله ، وهدأت أعصابه ، حتى بدأ يفكر باتزان : " كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! سأقوم وأعتذر لصديقي" ، هكذا قال الفلاح. بالفعل عاد إلى صديقه ، وفي خجل شديد ، قال له : " أنا آسف ، فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، سامحني" ، وقبل صديقه اعتذاره. لكن عاد الفلاح ونفسُه مضطربة ، حزينة ، كيف خرجت منه مثل هذه الكلمة من فمه ، لم يسترح قلبه لما فعله ، فالتقى بكبير القرية ، واعترف بما ارتكب ، قائلا له: " أريد أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي " ، قال له الرجل الكبير : " إن أردت أن تستريح ، املأ جعبتك بريش الطيور ، واعبر على كل بيوت القرية، وضع ريشة أمام كل منزل ". في طاعة كاملة ، نفذ الفلاح ما قيل له ، ثم عاد إلى شيخه متهللاً ، فقد أطاع ، قال له الرجل الكبير : " الآن إذهب واجمع الريش من أمام الأبواب ". عاد الفلاح ليجمع الريش ، فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب ، فعاد حزينا . عندئذ ، قال له الرجل الكبير : " كل كلمة تنطق بها أشبه ب...

الانتماء والأسرة

هناك الكثير من الأشخاص يشعرون بعدم الانتماء إلى أسرهم يرون أنهم مجبرون على هذه العائلة ولو عاد الأمر إليهم لما اختاروا أن يكونوا في أسرهم من الأساس. عدم الانتماء شعور صعب لأي شخص لأنه سيشعر بالغربة داخل أسرته فما الأسباب؟ وما الانتماء؟ وما معناه؟ وكيف نحقق شعور الألفة والانتماء تجاه أسرنا؟ إن مرحلة الطفولة تُعَدُّ من أهم المراحل وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد المستقبلية؛ إذ يتوقف عليها تحديد المعالم الرئيسية لشخصيته من خلال ما يكتسبه من خبرات وقيم واتجاهات. والأسرة تلعب دورًا بالغ الأهمية في إعداد الفرد وتأهيله للقيام بأدواره ووظائفه داخل النسق الاجتماعي، حيث تمثِّل الأسرة أولى المؤسسات الاجتماعية التي تحتضن الطفل منذ اللحظات الأولى لخروجه إلى الحياة وخلال كافة مراحله العمرية التالية. يرى علماء النفس أن الأسرة تقوم بمجموعة من الوظائف الأساسية، مثل الوظيفة النفسية كالحب والشعور والانتماء، والوظيفة الاقتصادية، ثم وظيفة التطبيع الاجتماعي، إلا أن وظيفة الأسرة التربوية، وخاصة فيما يتعلق بعمليات التطبيع الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية، ومنح الشعور بالحب والانتماء لا تزال هي الوظي...

رجل مسن

حكى عن رجل مسن خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائما ما يردد قول: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وبينما هما يسيران في طريقهما؛ كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق،  وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا، فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان مسيرهما، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم،  فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!! وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟؟ وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها،  فقد جاءها زلزال أبادها بمن فيها. فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك.. في الرضا سر السعاده

الجمل حيوان اليف

رسب أحد الطلاب في مادة التعبير ، وهذا أمر غير اعتيادي أن يرسب طالب في مادة سهلة كالتعبير ، وعندما سُئل المدرس عن سبب رسوبه في المادة قال : والله يا اخوان الطالب ما يركز كل مره نعطيه يكتب عن موضوع يخرج عن الموضوع .  قالوا اعطنا عينات من مواضيع التعبير التي كتبها ............ . فقال المدرس على سبيل المثال : اكتب موضوعاً عن فصل الربيع ............ . " فصل الربيع من اجمل الفصول في السنة ، تكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح للجمل ان يشبع من تلك المراعي ، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش اياما ، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر. ويربي البدو الجمل ، فهو سفينة الصحراء ، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لاخرى .. والجمل حيوان اليف .... الخ . ويستمر الطالب في التغزل في الجمل ، وينسى الموضوع الرئيسي فقال المدرسون قد يكون قرب موضوع الربيع من الجمل وارتباطه بالرعي هو الذي جعل الطالب يخرج عن الموضوع .. فقال المدرس : لا خذو على سبيل المثال هذا الموضوع الذي طلبنا من الطالب ان يكتب عنه اكتب عن الصناعات والتقنية في اليابان .. " تشتهر اليابان بالع...

مصفوفة القيم

مصفوفة القيم انك تتصرف دائما على نحو منسجم مع قيمك ومعتقداتك المتأصلة في صميم وجدانك. وما تقوله وتفعله والخيارات التي تقوم بها – خاصة تحت تأثير التوتر العصبي – تشكل تعبيرا دقيقا عما تقدره وتعتز به حقا بغض النظر عما تقوله. فؤائد مصفوفة القيم 1- التوافق النفسي الاجتماعي يؤدي ارتقاء نسق القيم لدى الفرد إلى تحقيق توافقه النفسي والاجتماعي. ويؤدي هذا النسق في حالة توازنه إلى تحقيق توافق الفرد مع القواعد والمعايير الاجتماعية والأخلاقية السائدة في اﻟﻤﺠتمع. 2- التحفيز والدفع من الفوائد المباشرة للقيم هواتساق توجيه الأفعال الإنسانية أو أفعال الأفراد في المواقف التي يتعرضون لها في حياتهم فالقيم مكون دافعي قوي 3- تبرير الافعال يرى المحللون النفسيون أن القيم لا تقل أهمية عن الاتجاهات في مجال خدمة حاجات الدفاع عن الأنا. فهي تساعد الفرد على عمل تبريرات معينة لتأمين حياته. 4- المعرفة أو تحقيق الذات تعني البحث عن المعنى والحاجة إلى الفهم والاتجاه لعمل أفضل تصورا وتنظيما ، بهدف الوضوح والاتساق رتب من 10-20 قيمة تعيش بهم ومن اجلهم وان زدت فمن عندك وتفاعل مع صفحتنا علي الفيس بو...

الباب مفتوح

احد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده.. ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة ..ء وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له سأعطيك فرصه .. إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجو ....ء هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه , إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام.....ء غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد إن فكوا سلاسله...ء وبدأت المحاولات وبدأ يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوى على عده غرف وزوايا ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجاده باليه على الأرض ..ء وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي .. ويليه درج آخر يصعد مره أخرى ... وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي , مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لايكاد يراها ... عاد إدراجه حزينا منهكا و لكنه واثق إن الإمبراطور لايخدعه.ء . وبينما هو مل...

مصفوفة القيم 2

دعنا نحدد مصفوفة القيم الداخلية الخاصة بك. إن تحديد هذه المسألة موضوع مهم جداً، وهو يعرفك على مصدر قراراتك. إنك دائماً تأخد قراراتك من خلال قيمك الداخلية. إن غالب الناس لا يعرف القيم الداخلية. أنت الآن سوف تتعلمها وتتعرف عليها. دعنا نبدأ • حدد أهم قيم في حياتك. القيمة هي ما تعطيه أهمية في حياتك. مثال: العلاقة مع الله، الحرية، السلام الداخلي، الدفء العائلي، الحب، المال، العلم والمعرفة، العمل والإنجاز، الأمن، الصحة، الغنى..الخ. حدد الأمور والمجالات المهمة لك. سنسميها من الآن القيم. • دوّن ما لا يقل عن عشرة قيم من القيم المهمة بالنسبة لك أصبح لديك الآن على الأقل 10 قيم. للحصول على القيم تسأل نفسك: ما الذي أريد العيش به أو لأجله في هذه الحياة؟ ثم تكتب. معي شخصياً خرج التالي • الصحة • السلام الداخلي • الوعي • الوفرة • المغامرة • النجاح • المتعة • الحب والعاطفة • السلام العالمي • الحرية • الشجاعة • التأثير الآن علي أن اختار عشرة منها وأن أرتبها بحسب الأولوية والأهمية. يمكنك أن تحذف ما تريد وتبقي فقط عشرة، أو تعمل طريقتي وهي بعمل التمرين حتى أصل عشرة وبالتالي سيصبح تلقائي الترت...

معادن الناس

أراد حكيم القصر أن يعطي الأمير الصغير ولي العهد درسا في الحياة، فسأله: مولاي، ما هو المعدن الذي يستهويك و يستميلك من دون المعادن؟ فأجاب الأمير الصغير بثقة : الذهب بالطبع، فسأله مرة أخرى : و لم الذهب؟ فأجاب بثقة أكثر من سابقتها :لأنه ثمين و غالي و هو المعدن الذي يليق بالملوك، صمت الحكيم للحظات...و لم يجب ثم ذهب الى الخدم و قال اصنعوا لي تمثالين بنفس الشكل و لكن أحدهما من الذهب الخاص و الآخر من الطبشور، و قوموا بطلاء الأخير بطلاء ذهبي ليبدو كأنه ذهب خالص. بعد يومين أتى الحكيم بالأمير أمام التمثالين و قد غطاهما، فنزع الغطاء عن التمثالين فانبهر الأمير لجمال صنعهما و اتقانهما، فسأل الحكيم :ما رأي الأمير بما يرى؟. فأجاب الأمير :انهما تمثالان رائعان من الذهب الخالص فقال الحكيم :دقق يا مولاي ألا ترى فرقا بينهما؟، فقال :كلا. فكرر الحكيم :أمتأكد يا مولاي.؟ فقال الأمير بغضب : قلت لك كلا لم ألحظ أي فرق... فأشار الحكيم الى خادم كان يمسك دلو ماء، فرشق الخادم الماء على التمثالين بقوة ، فصعق الأمير عندما رأى تمثال الطبشور يتلاشى... ولكن تمثال الذهب كان يزداد لمعانا فقال الحكيم : مولاي، ...

مشاركة مميزة

برتقال في الزجاجة

كان هناك طفل صغير أراه والده زجاجة عصير صغيرة وبداخلها ثمرة برتقال كبيرة  تعجب الطفل كيف دخلت هذه البرتقالة داخل هذه...


في أحد البساتين الجميلة، وذات ربيع زاهر امتلأ بعبق الرياحين،
كانت هناك شجرة ورد جوري أحمر،
وكانت كأبهى وأحلى ما يكون الورد. .
قالت الوردة الكبيرة لصاحباتها
هيه يا صويحباتي. . قد آن الآوان! . . . ولعل صاحب البستان سيأتينا الآن
إبتسمت وردة حمراء شابة في جذل وقالت
كم أتمنى أن أهدى لعروس شابة !
بدت نظرات خبيثة وابتسامات ماكرة على شفاه الورود، وقالت إحداهن
أما أنا. . فأملي أن أزين أكبر باقة ورد تهدى إلى تلك العروس !
غرقت الوردات في ضحك طويل. . . وفي أسفل الشجرة. .
كانت وردة صغيرة قد بدأت أوراقها تتفتح للتو،
تستمع في غيظ شديد لحوار الوردات الكبيرات. .
وقالت لنفسها
يا لهن من مغرورات! . . . . ترى ما الذي يميزهن عني!؟ . . .
إنهن لسن بشبابي وبهائي ونضارة لوني! .
فأنا لا أزال شابة نضرة براقة اللون، زكية الرائحة! . .
أما هن. . فتحلم إحداهن أن تكون بنصف ما أنا عليه من جمال! . . . ولكن
هل سأبقى صامتة طويلاً وأنا أسمع منهن هذا الكلام! . . .
ليتك تأتي أيها البستاني لترى غوايتي! . .
بل ليت أحداً يمر بنا فأعلم هؤلاء المغرورات من أنا. . ومن أكون
أفاقت الوردة الصغيرة من تأملاتها
على صوت الوردة الكبيرة وهي تقول
سوف نشتاق لكن أيتها الصغيرات
كان وقتاً ممتعاً هذا الذي قضيناه بينكن
لم تشعر الوردة الصغير بنفسها حين صاحت غاضبة فور سماعها هذه الكلمات
أتسخرين منا!؟
ماذا تظنين نفسك؟ هه؟ غداً ترين ما أفعل
لأفتنن البستاني بي فتوناً ولأجعلنه يأخذني قبلكن جميعاً
ساد الوجوم فجأة في المكان. . . مرت لحظات من الصمت والترقب.
الجميع ينتظر الوردة الكبيرة وما ستقول. .
وجاء صوتها أخيراً خافتاً يحمل نبرة إندهاش واضح،
وخرجت كلماتها ببطء
- أسخر منكن! . . . أنا!؟ ولم! . . . كلا يا صغيرتي الغالية! . .
- كفي عن نعتي بالصغيرة
أم أنك لا تبصرين تفتح أوراقي ونضارة لوني، وشبابي الفتان!؟
كلا كلا يا عزيزتي! أنا لا أقصد ذلك أبداًَ. . . ولكنك لا تزالين صغيرة
بالفعل! . .
والحياة لا تزال أمامك طويلة
أنا لا أختلف عنكن! وسأمضي مثلكن إلى حيث ستذهبن! لن تنعمن بالمتعة والسعادة
! وحدكن وتتركنني هنا في هذا المكان
هنا جاء رد الوردة الكبيرة في شيء من الحزم الحاني
- حبيبتي! . . . ما بالك اليوم! . . إنها طبيعة حياتنا أيتها الصغيرة . . . نحن بهجة البساتين. . . وأنس الناظرين، وراحة قلوب المكلومين. .
لنا دور خلقنا لأجله. . . ولابد لهذا الدور أن يمضي كما اعتاد أن يمضي منذ الأزل! . . . فجأة. . . علا صوت خطوات تقترب من بعيد. . . وتهامست
الورود بمشاعر مختلطة من البهجة والقلق والترقب
إنه البستاني! إنه البستاني! . .
ساد الصمت التام. . . من بعيد كان هناك شاب يقترب من المكان بحذر. .
لمحته الوردة الكبير ة. . . همست في قلق لصاحباتها
هذا ليس البستاني! .
إنه لص على ما يبدوا! . . . احتجبن أيتها الوردات! . . . حذار أن يرى منكن
هذا الوغد ما قد يسيل لعابه! .
دق قلب الوردة الصغيرة بعنف
وهي ترى صاحباتها يسرعن بلملمة الأوراق التي حولهن ليختفين قدر الإمكان من
هذا المتلصص. .
فكرت وقالت في سرها
هه! أحتجب!؟ . . . هذه فرصتي! . . . فليكن أيتها الوردات! . .
سأترك لكن البستاني العجوز وأرحل اليوم! . .
كم سئمت هذا المكان وهذه العنجهية والأوامر! . .
أنا لم أعد صغيرة! . . لم أعد صغيرة! . . .
راح الشاب يراقب الوردات ويتأملها ملىء عينيه. .
وأخذت الوردة الصغيرة تمد رأسها إلى أعلى ما يكون. . .
وتحاول أن تبدو بأزهى حلة وأبهى لون وأجمل عطر. .
راحت تتألق تحت أشعة الشمس في فتنة وبهاء. .
لفتت الوردة الصغيرة نظر الشاب بحركاتها ونضارتها. . . إقترب منها. . لمسها بيده. . .
تمايلت في جذل. . . إقترب أكثر ليشم عطرها. . . . شعرت الوردة بنشوة انتصار.
وقشعريرة غريبة تسري في أوصالها لثوان معدودة. . . فتنته بأجمل العطور . . . . أعجبته. . . . و. . . وعلى الفور. .
أخرج الشاب سكينه الحاد. . . . وهوى به على ساقها النضرة. . .
فقطعها بضربة واحدة. . . . تلقتها الوردة كأكثر من ألف صفعة على وجهها.

شعرت فجأة أنها تهوي في الفراغ إلى لا مكان. . . ألم شديد راح يسري في عروقها
لينسيها إلى الأبد نشوة انتصارها. . . لم تكن الوردة المسكنية تتوقع هذا . الألم الشديد. . .
خفتت نضارتها. . . ذبل لونها. . . . شحب وجهها. . . قربها الشاب إلى أنفه
بعد أن قطعها. . . شمها ثانية بعميق وهو مسبل العينين. . . وما أن فتح ! عينيه، حتى تراءت له وردة أخرى أكبر أمامه. . .
قال في نفسه: يالي من أحمق . هذه تبدو أجمل وأنضر! . .
ألقى الشاب بالوردة الصغيرة أرضاً. . . . وذهب إلى الوردة التالية. .
وقفت الوردات تراقبن المشهد في ذهول عميق! . . . وسمعن صاحبتهن تخرج كلماتها.
ضعيفة مكسورة: ماذا فعلت! ماذا فعلت! . .
قالت الوردة الكبيرة بأسى : لقد قلت لك أيتها الصغيرة. . . . نحن وجدنا زينة وبهجة في هذا ا لكون . . . ولكن. .
لكل شيىء أوانه، ومن تعجل الشيىء قبل أوانه. . ! عوقب بحرمانه. . . يالك من مسكينة! يالك من مسكينة
من بعيد علا صوت غاضب
أنت! ماذا تفعل هناك؟
على الفور، ولى ذلك الشاب هارباً ليدوس بقدمه الوردة الصغيرة الملقاة على الأرض فيحطمها. .
كان هذا صوت البستاني الذي جاء مسرعاً بعدما لاحظ ذلك اللص، واقترب ليرى الفاجعة. .
هاله مرآى وردته الحبيبة الذبلى. أمسكها بيده كأب حنون. . . وراح يناجيها.
 أيتها المسكينة! . . .
ذلك الوغد! . . ماذا فعل بك.؟ .
كيف لهذا التافه أن يعرف قيمتك وهو لم يفلح أرضك. . . أو يروي عطشك،
أو يطرد عنك الديدان والأوبئة! . . . هيه أيتها الصغيرة. . . كم كنت جميلة . بهية. .
كنت سأضعك تاجاً على رأس ابنتي في زفافها. . . ياللخسارة. .
وضع الوردة برفق أسفل الشجرة. . . والتفت إلى ورداته الأخريات. .
- حسناً يا ورداتي. . . من منكن ستأتي مع البستاني الطيب اليوم.؟ .
ومنذ ذلك اليوم، تناقل البستان قصة وردة صغيرة جريئة، كانت أمامها حياة طويلة جميلة،
لكنها أبت إلا أن تتمرد. . . وغرتها فتنتها وذكاؤها فلم تستمع لأحد. .
ابتذلت نفسها وقدمت نفسها بضاعة رخيصة لمن لا يقدر قيمتها. .
وانتهى بها الحال.
 وردة ذبلى ملقاة على قارعة الطريق. . . تدوسها الأقدام. . . وتلوكها الألسن
الغريب أنه لا تزال هناك في ذلك البستان وردات صغيرات لم يعتبرن بما حدث لتلك الوردة الحمقاء،
وكلهن يقلن: نحن نختلف! نحن لسنا كتلك الحمقاء المتسرعة

جديد قسم : حكايات حكيم 3

إرسال تعليق