-->

كان الشاب يقوم بالعمل داخل الجراج كل يوم دون توقف كل ليلة غير عابىء بالبرد القارص ولا بالألم الناتج عن عمل متواصل دون نتيجة وكانت زوجته تمسك له مصباحا بدائيا دون ان تشتكى او تكل من زوجها لم تنعته بالمجنون ولم تتذمر من انه لا يشترى اشياء لها وكان يسميها بالصابرة المؤمنة .
وظل الزوجان الحالمان على هذا النمط 3 سنوات دون الانقطاع عن العمل يوما واحدا الى ان جاء يوم سمع فيه الجيران صوت ضجيج .

وقد ولد في 30/7/1863 في مزرعة في ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان الابن الأكبر في عائلة مكونة من 4 أولاد وابنتين. هاجر أهله إلى الولايات المتحدة في ايرلندا العام 1843 وواجهوا تحديات عدة.
وكان والده، مزارعاً ناجحاً ونشيطاً. وقد ولد له هذا الابن خلال الحرب الأهلية التي نشبت بين الولايات المتحدة الجنوبية و الولايات الشمالية وكان انتصار الولايات الشمالية عاملاً في توحيد الولايات المتحدة، وكان لهذا أثر كبير في نجاحه وتحقيق أحلامه.كان لنهاية الحرب حافزاً لأميركا للتطور والتوجه نحو التطور الصناعي، ما أثر بشكل إيجابي في الزراعة.
وعلى الرغم من أن صديقنا ولد وعاش طفولته في مزرعة،

لكنه ما لبث أن أظهر اهتماماً في النهضة الصناعية، وهذا طبعاً لم يعجب والده الذي أراد أن يكون معه في المزرعة.
لكنه كان يكره الزراعة ويحاول الهروب قدر المستطاع من هذه المهنة، ولم يكن كسلاً، إنما عدم رغبة.
وكان نشيطاً بخاصة في الأمور التي ترتبط بالميكانيكا وتصليح أي شيء يرتبط بذلك.
يقول عن تلك الأيام: "لا أستطيع تصور تمضية ساعات وايام طويلة أجر مجموعة من الخيول الكسولة والمنهكة". وفي الثانية عشرة من عمره كان هاجسه تصليح الساعات لأصحابه على مقعد قديم في غرفته.

لم يكن على وفاق مع والده لأنه كان ينظر إليه كمزارع يساعده، وكان يرى أن والده أضاع عمره في مهنة مرهقة تتطلب جهداً وتعباً ومدخولها لا يذكر.
لذلك لم يكن ممكناً أن يعيد الكرة.
وهو تعلم من والده حب الريف وتعلم من أمه، ماري، الاقتصاد في كل شيء، وتربى على كره التبذير.
توفيت أمه العام 1876، ما سبب له صدمة ولم يعد يستطيع أن يكمل في الزراعة، ووجد بعد 3 سنوات عملاً كميكانيكي في ولاية ديترويت.
وخلال تلك الفترة انضم المحرك البخاري إلى اهتمامات هنري فورد، ويقول عن تلك الأيام أنه دهش عندما رأى القطار البخاري لول مرة.

وعندما توقف القطار ليعطي الفرصة لعربة هنري ووالده للمرور. هرع إلى سائق القطار يسأله عشرات الأسئلة عن القطار وكيف يعمل.
وانضم إلى ورشة في ديترويت نشاطها تصنيع وتصليح المحركات، وكان عمره آنذاك 16 سنة.

عاش صديقنا عند عمته في ديترويت بعد وفاة والدته.
كان يعمل في النهار في الورشة، وفي الليل يصلح الساعات التي كان يعشقها، ولحاجته إلى المال.
وظلت فكرة تأسيس محل لتصنيع الساعات تراوده لمدة 3 سنوات، لكنه عندما أحس بحجم المصاريف التي يحتاج إليها وطبيعة السوق، غير رأيه في الموضوع، لأنه وجد أن عليه تصنيع عدد كبير من الساعات ليكون السعر منخفضاً ومقبولاً بخاصة أن الساعات في تلك الأيام كانت من الكماليات، ولأن الشوارع كانت مملوءة بالساعات الضخمة.

وكان لديه قناعة وهي:
"إذا استطعت أن تجد طريقة لتصنيع شيء يريده الناس بسعر منخفض فأنت على طريق يؤدي بك إلى نجاح عظيم، بخاصة أن الناس لا يعرفون دائماً ماذا يريدون حتى تقول لهم ذلك".
وعندما بلغ من العمر 21 عاماً، كان عليه أن يضع طموحاته الكبيرة جانباً. لذلك وافق على العمل مع والده في تقطيع الأشجار وإدارة منجرة لسنوات تعرف خلالها إلى كلارا براينت التي أعجبتها رزانته واجتهاده. وفي 11/4/1888 تزوج منها.

وعندما استقر عائلياً تسرب الملل والضجر إلى نفسه من عمل الحقل، وكان قد جذبه اختراع ميكانكي جديد.
ففي العام 1879 صمم المحامي الأمريكي جورج بالدوين سيلدين محرك سيارة يستخدم محرك الوقود الذي اخترعه الألماني نيكولوس أوتو.
وفي الحقيقة لم يكن سيلدين مهندساً، ولم يصنع السيارة، إنما سجل براءة اختراع تمنع أي شخص من استخدام هذه الأفكار من دون أن يدفع له مالاً.
كان العامل البسيط يخرج كل يوم من عمله فى شركة الكهرباء فى (ديترويت) متاخرا ليرتاح قليلا ثم يدخل الى حظيرة صغيرة فى طرف منزله الريفي ليقضى بها اكثر من نصف الليل. كان عنده فكرة ابتكار نوع من المحركات وكان العامل وزوجته يقضون ساعات طويلة جدا داخل هذا الجراج .
وسط دهشة الجيران ووالد الشاب ...اعتقدوا انه قد اصابه مس من الجنون وكانوا كثير ما يستهزئون به.
ولشدة دهشتهم وجدوا الرجل الذى نعتوه بالجنون وزوجته يركبان مركبة تسير دون حصان .
انه هنري فورد رائد صناعة المركبات الحديثة
تعتبر شركة فورد من أهم شركات إنتاج السيارات في العالم. 


"أي مشتر بإمكانه اقتناء السيارة باللون الذي يريده، طالما كان اللون أسود"

"اذا كنت تعتقد انك تستطيع او لا تستطيع فأنت على صواب"
هنرى فورد

جديد قسم : قصص نجاح

  1. مواااااضيع جميييييييييييلة جدا جدا جدا

    ردحذف