-->

كثير من النساء يرغبن بتغيير حياتهن نحو الأفضل، وهناك منْ لا يحبذن التغيير بكل أشكاله، ولكن دائمًا توجد في داخلنا أشياء نحن غير راضيات عنها، ولكننا لا نستطيع تغييرها، هذا ينطبق على جميع مناحي الحياة، شخصية كانت أم عامة، وبدلاً من المعاناة من بعض الأشياء التي لا نحبها في داخلنا من الأفضل بذل جهود لتغييرها حتى إن كان هذا التغيير في حدوده الدنيا، لأن مجرد التغيير، طبعًا نحو الأفضل، يدخل رضا ذاتيا عن النفس في أعماقنا، فتبدو الأمور أكثر بريقًا من ذي قبل.

جوليا أراجو، رئيسة الجمعية النسائية في مدينة كامبيناس البرازيلية، شملت في بداية حديثها الرجال والنساء، فبرأيها أن هناك أناسًا كثيرين يرغبون في تغيير بعض النقاط التي هم غير راضين عنها في سلوكهم، ولكنهم دائمًا يصطدمون بما أسمته «تراكم التوقعات» حول هذه التغييرات، أي أنه بقدر ما يحاول بعض الناس تغيير سلوكهم فإن التوقعات تزداد، لدرجة أنه حتى إذا تمكن إنسان من تغيير شيء ما في سلوكه فإنه يطمح نحو الأفضل، ويعتقد أن تغيره ليس كافيًا.

المرأة أكثر
ما أكدته جوليا، وهي طبيبة نفسية مختصة بالسلوك الإنساني أن الشعور الوارد أعلاه ينطبق على المرأة أكثر من الرجل، فالمرأة تسعى دائمًا إلى المثالية في التصرف، والاستجابة لرغبات الآخرين بأفضل الوسائل، وعندما لا تستطيع ذلك فإنها تصاب بالإحباط، وتعتقد أنها مهما فعلت فإن الآخرين لن يرضوا عن سلوكها، ويكثر هذا في المجتمعات الشرقية حيثُ ترى المرأة نفسها مطالبة بأمور كثيرة قد تجعلها ملزمة بالتغيير، لتتمكن من التلاؤم بين تربيتها والعالم الخارجي، والمطلوب في هذه الحالة من كل امرأة محاولة التغيير بشكل تدريجي، والتركيز على النواحي التي تريد تغييرها في سلوكها، تعلّق جوليا: «التغيير عملية تتطلب الوقت، وليست هناك فائدة من العجلة لأنه مهما حاولت التسرع فإن فرامل الحياة تجبرك على التوقف عند نقاط معينة مثل موقف الآخرين من التغيير الذي تنوينه، وجدوى ذلك التغيير».
قالت جوليا : إن هناك أمورًا كثيرة تريد كل امرأة طموح تغييرها في الحياة إضافة إلى السلوك، ومنها تغيير الوظيفة الحالية بوظيفة أفضل، وكسب المال، وشراء منزل جديد، والتوقف عن التدخين، وإنقاص وزنها، وتحقيق الرشاقة، إذن التغييرات تصبح متعددة الجوانب، ولا يمكن تحقيقها في نفس الوقت، وهنا يأتي السؤال المهم: كيف أضع ما أنوي تغييره في الإطار العملي، وليس النظري؟
وأضافت: قبل كل ذلك فإن الأهم هو امتلاك رغبة حقيقية في التغيير، والنمو، والتحول إلى امرأة أفضل، وهنا يجب أن تبدئي بتوجيه سؤال إلى نفسك: ما التغيير الذي أريده غدًا؟ ثم يتبعه سؤال آخر: ما الشيء الذي يشدني نحو التغيير؟
وتابعت تقول: إن الإجابة عن هذين السؤالين تمثل الخطوة الأولى نحو تحديد ما يراد تغييره.
اعتمدي على المنطق
إن جميع التغييرات التي تريد المرأة تحقيقها يجب أن تعتمد إلى حد كبير على المنطق، وهذا يعني وجود إمكانية للتغيير أم لا، فلن يفيد أي شيء إن لم يكن التغيير المقصود منطقيا، وقابلاً للتطبيق، وبينت الاختصاصية ذلك بقولها: «لا يمكن أن تتحول المرأة إلى مليونيرة بين ليلة وضحاها إلا إذا ربحت بطاقة يانصيب، ولا يفيد التفكير في القيام برحلة حول العالم في يومين، والمقصود من ذلك هو التخطيط للتغيير، واختيار ما يراد تغييره استنادًا إلى منطق قابلية التغيير».
وقالت: «إن من الأمور الأخرى الهامة هو تفكير المرأة برد الفعل الاجتماعي حيال التغيير الذي تريد تحقيقه، فهل هو مقبول اجتماعيا أم لا؟»، وأوضحت ذلك بقولها: «إنه لن يكون من المقبول اجتماعيا قرار امرأة ما بالتحول إلى متحررة خارج الحدود الأدبية، مثلاً من أجل الغنى السريع. وهنا قد تحقق هذه المرأة طموحها، ولكنها ستخسر مجتمعًا بأسره، وعلاقات صداقة كثيرة، وستصبح الانعزالية رفيقها المفضل، فما الفائدة إذن من هذا التغيير الطائش؟».
الاختيار والجرأة
قالت جوليا: إن التغيير يجب أن يسبقه الاختيار لكيلا تقع المرأة في فخ الضياع، والتغيير يعني أيضًا اتخاذ المواقف، وتحويل النوايا إلى واقع، فهو في النهاية اختيار، ومن ثم اتخاذ المواقف العملية بعيدًا عن الأحاديث النظرية المتواصلة.
والتغيير يعني أيضًا الجرأة التي تعتبر الحد الفاصل بين النظريات والتطبيقات، وبدون الجرأة لن تستطيع المرأة تغيير حياتها، والجرأة هنا تعني الكثير من الأشياء، وعلى رأسها الجرأة في تغيير معاملتها مع الزوج، أو الأبناء، أو الأصدقاء، لأن ذلك يرتب البيت الداخلي بشكل يجعل التطلع نحو تغييرات أكبر أكثر سهولة، لأن التغيير بحاجة لأجواء مناسبة.

خارطة للسعادة
تنصح جوليا كل من تسعى إلى التغيير من أجل السعادة يجب عليها أن تعلم أنه ليست هناك خارطة محددة لها، فإن وجدت مثل هذه الخارطة لسار جميع الناس باتجاهها لتحقيق السعادة، فالتصميم على التغيير نحو الأفضل يحدد نقطة في خارطة السعادة يجب السير باتجاهها، ومن المهم جدا أن تعرف المرأة الطريق الصحيح باتجاه هذه النقطة بالتحديد.

جديد قسم : التغيير والنجاح

إرسال تعليق